ماذا تحمل من ذكريات رمضانية

سبحان الله قمت بطرح سؤال بات يحيرني في المنتدى العام وانا أتابع التقويم الأليكترونى والذي اضافته إدارة صوت النوبة "تبقى على دخول شهر رمضان كذا يوم وبالساعة والدقائق والثواني "وهذه فكرة رائعة جدا ينم على الفكر المتجدد لإدارة صوت النوبة ولكن لم اجد صدى لهذا المقال الذي وددت من خلاله طرح سؤال هام جدا
كيف اصبح شكل رمضان اليوم في النوبة؟ وماذا تحمل من ذكريات رمضانية ؟
فكان لابد ان انقله لقضايا نوبية لسببين ان عدد المتداخلين اكبر عن كل الزوايا الأخرى هذا من جانب ومن جانب آخر حتى نتمكن من التقاط انفاسنا قليلا عن كم القضايا التى نطرحها في تلك الزاوية ونحن على ابواب الشهر الفضيل اعود الى مرجوعي انا شخصيا آخر رمضانيات حضرتها كانت من عام 77وحتى عام 80 وبشكل منتظم حيث كنت ادرس وقتها في المرحلة الثانوية بمعهد اسوان الديني لكن اجمل الذكريات الرمضانية التي احملها في داخلي كانت في فترة الستينيات ساعتها عمري لم يتجاوز العاشرة ومع حلول الشهر الفضيل كنا نحن الصغار نصعد لأعلى مكان في ارمنا وكان عبارة عن تل للرمال كان موجودا خلف مسجد القرية
هناك كنا نترقب ظهور هلال رمضان وما نسمع برؤية الهلال نظل نرقص ونغنى بعض الأغنيات وللأسف الشديد لم اقوى على ان اتذكر مطلعها المهم كنا نحمل بعد هبوطنا من فوق التل الفوانيس ام شمعه ونطوف شوارع التلاتات والأربعات كما كنا نمارس بعض الألعاب التي كانت محببة الى نفوسنا مثل "الحندكيه "و"سيرينج بش كافل بالله " و"الأستغماية" وخلافه إلى ان يحين وقت السحور وعندما كنت اعود الي شارعنا كنت اجد والدي واهل الشارع جالسون على البرش وهم يتناولون حبات التمر مع الترمس يتسامرون مع بعضهم البعض وكان يجلس بينهم شباب اهل القرية كأنهم يتسلمون من الكبار رايات السمر عنهم ا
لمهم كنت أرى والدي رحمة الله عليه يولي اهتماما بالغا بان يعودنا على الصيام في سن مبكرة وكان يحرص على ان أ تناول معهم السحور وغالبا ماكان عبارة عن أطباق الفول المدمس والشعرية باللبن في حين كنت في هذه المرحلة لم اكن أقوى على استكمال الصيام انا وشقيقتي التي تكبرني بعامين وغاليا ما كنا ندخل "الدويشاجا " اي المطبخ في فترة مابين الظهر والعصر وكانت زوجة ابينا رحمها الله تكون منهمكة في المطبخ كنت انا وشقيقتيى من ورائها ندس بعض اللقيمات في جيوب جلبابنا إلا ان بقع الزيت كانت دائما تكشفنا المهم ان بهذا السرد البسيط من بقايا ذاكرتي أتساءل هل صغار اليوم يعيشون أيام رمضان كما كنا نعيشها في زماننا ونحن صغار بالتأكيد هناك فرق شاسع بين رمضان اليوم والأمس بالأمس كنا نصنع بأنفسنا سهراتنا في ليالي رمضان بينما اليوم تصنع ليالي رمضان بأيدي الآخرين والصغار هم مجرد مستقبلين لليالي وايام رمضان التي تصنعها لهم الفضائيات عبر المسلسلات والبرامج وبالتالي الفرق كبير بين رمضانيات الأمس واليوم في الأمس كنا نحن ابطال رمضان بينما أطفال اليوم لاحول لهم ولاقوة
والسؤال الذي اطرحه على الإخوة والأخوات اعضاء المنتدى هل لنا ان نتذكر سويا وكل منا يسرد لنا ذكرياته الرمضانية حتى نحاول ان نسجلها في المنتدى لتكون وثيقة ومرجعية لمكانة هذا الشهر الفضيل على نفوسنا سواء كنا شبابا اوشيوخا