سيناء والنوية.. وجهان.. لمصر المؤمنة

لا أحد ينكر في ان قرار حكومة الدكتور شرف بإنشاء هيئة عليا لتنمية سيناء يعد مشروعا قوميا لو تضافرت كل الجهود لتحويله إلى واقع على الأرض باعتبار ها بقعة غالية من تراب مصرنا الحبيبة وبعدا استراتيجيا لأمن واستقرار البلاد ولكن مايؤخذ على حكومة الدكتور شرف أنها تناست في أجندتها الخاصة بالتنمية والتعمير قطعة أخري ليست في غلاوتها اقل من سيناء ألا وهى منطقة النوبة الحدودية الجنوبية الممتدة من خلف السد العالي بطول 350 كيلومترا حتى منطقة "ارقين" آخر نقطة حدودية مع السودان الشقيق ..وان نظرية الكيل بمكيالين التي تتبعها حكومة شرف في طرح معالجة المشكلات المتفاقمة ليست حلا بالمرة بل سيظل صداعا مزمنا يدق فوق رؤوس هذه الحكومة التي يترأسها أول رئيس وزراء منتخب من الشعب بميدان التحرير .. ولعلني أؤكد أن تجاهله لمطالب النوبيين في تعمير منطقتهم .. ليس بالأمر الهين وانا شخصيا لست متعصبا لأهلي وعشيرتي في هذا المطلب ..وفي المليونية النوبية التي خرجت"الأحد الماضي " بحديقة درة النيل باسوان ..كوسيلة ضغط ..لكننى أرى كواحد من ابناء النوبة ان القرار الذي اتخذته حكومته في أواخر الشهر الفضيل جاء بمثابة اكبر عيدية تلقاها بدو سيناء .. في حين أن اهالي النوبة تلقى أكبر لطمة وصفعة على وجوههم من سقوظ مطالبهم التي نادوا بها عقب ثورة 25 يناير الماضي من حسابات د.شرف وبالحسبة الشهير ة لبرما نلاحظ ان التنمية المطلوبة في منطقة النوبة تكاد لاتمثل 40% من التكلفة المطلوبة لتنمية سيناء التي تفتقر لبنيات تحتية بخلاف الموارد المتوفرة في جغرافية النوبة .. حيث الماء والكهرباء لاتبعد سوى بضعة كيلو مترات وبهما تكون معدلات التنمية والتعمير أقل تكلفة .. إلا أن اتجاه الدولة في تطبيق نظرية "الخيار والفاقوس" من السهل ألا تقودنا لا لتعمير سيناء ولا النوبة" ايضا .. لأن الدراسات التي انتهت لإنشاء هيئة عليا لتنمية سيناء ستكون مشروعا "حبرا على ورق ولن تخرج من تلك الهيئة في تصوري سوى توصيات فقط دون أي تنفيذ على ارض الواقع .. لأن النية الواضحة في قرار حكومة شرف للأسف ماهي الا فض مجالس ..بينما لو كانت الحكومة حسنة النية في قراراتها لإنتهت اولا من تنمية وتعمير النوبة وهى الأقل تكلفة ومن مكاسبها وارباحها لتوجهت لتعمير المنطقة الاستراتيجية الهامة في سيناء من فائض ارباح ومكتسبات حدودنا الجنوبية والتي لاتقل أهمية ولا إستراتيجية عن سيناء الحبيبة .. والسؤال هل تدرك حكومة شرف خطورة الموقف وردود الفعل من جانب النوبيين ومطالبهم الشرعية والتي امتدت الى 47عاما

النوبيون فضوا الاعتصام بعد الاستجابة لمطالبهم .. في لقاء شرف
مشروع شامل لإعادة التوطين .. وهيئة عليا لتنمية بحيرة ناصر وجنوب السد

كتب فاروق عبدالعزيز وصفاء الزيات ومحمد تعلب وخالد عبدالعليم ودينا حسن ومي مجاهد :

عقد د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء اجتماعاً موسعاً مع ممثلي وقادة ابناء النوبة بحضور عدد من الوزراء المعنيين وقادة الرأي وبعض الشخصيات الحزبية والعامة وممثلي الدبلوماسية الشعبية وخلص الاجتماع الي عدة قرارات أهمها البدء في دراسة مشروع شامل يضمن اعادة توطين أهالي النوبة في مناطقهم النوبية القديمة وذلك علي ضفاف بحيرة ناصر جنوب السد العالي ليكون مشروعاً قومياً لتعمير مناطق جنوب الوادي ولبناء قرية النوبة القديمة.
وصرح السفير محمد حجازي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء بان الاجتماع خلص كذلك إلي التوصية بإنشاء هيئة تنموية عليا تابعة لمجلس الوزراء لتنمية مناطق ضفاف بحيرة ناصر وجنوب السد العالي وقري النوبة القديمة بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة ومراعاة المحددات والاشتراطات البيئية عند تحديد الأنشطة التنموية والمستقبلية مع مراعاة أن يمثل فيها شخصيات نوبية عامة ومن الكوادر العلمية النوبية المختلفة.. تتابع اللجنة الوزارية المشكلة لهذا الشأن دراسة باقي طلبات أهالي النوبة ومنها بحث مشاكل متضرري خزان أسوان.
من ناحية أخري اعلن مصدر مسئول أن النوبيين قرروا فك الاعتصام وذلك بعد الاستجابة لمطالبهم.
من جانبه أكد المستشار محمد عطية وزير التنمية المحلية انه لا نية لإقالة محافظ أسوان وأنه سيتم إجراء حركة جديدة لقيادات الإدارة المحلية خلال أيام ستشمل تغيير السكرتير العام ورئيس مدينة أسوان متهما من سماهم المندسين بين أهالي النوبة بتحريضهم خلال المظاهرات والمسيرات التي نظموها علي إثارة الفتنة وتخريب المنشآت.
أكد د.حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة ان جميع قري ومساكن ومواطني النوبة يتمتعون بالكهرباء وان القطاع علي استعداد لتوفير احتياجات اية مشروعات مستقبلية لتنمية المنطقة بعد ان تم استثمار اكثر من 72 مليون جنيه من القطاع لانارة وتوفير الكهرباء للقري الثماني لمدينة نصر النوبة والتي تضم أكثر من 200 منزل وان كافة المرافق والأنشطة التجارية والخدمية تتوافر بها الكهرباء من الشبكة الموحدة.
أوضح المهندس علاء أبوالوفا رئيس شركة توزيع مصر العليا أن الشركة خصصت مليونا و500 ألف جنيه لقري نصر النوبة من اجمالي استثمارات الشركة البالغة هذا العام 100 مليون جنيه لتطوير شبكات كهرباء مدن وقري محافظات جنوب الوادي الاربع سوهاج وقنا والأقصر وأسوان وأن الشركة تقوم حاليا بتنفيذ برامج لتطوير واحلال شبكات قري النوبة بمنطقة كركر لاعادة توطين أهالي النوبة مشيرا إلي أنه جاري توسيع المحولات التي تغذي هذه القري بما يضمن تلبية الاحتياجات المستقبلية لتنمية المنطقة كما يتم تغيير واستبدال الاسلاك المكشوفة بأخري معزولة بهذه القري.
ومن جانب آخر النوبيون المعتصمون استياءهم من تصريحات المحافظ اللواء مصطفي السيد والتي أتهم فيها المعتصمين بأنهم أصحاب أجندات خارجية ويتلقون تمويلا من الخارج.. وقال د.هشام جمال ان هذا الكلام يتردد من قبل الثورة مما يدل علي أن المحافظ مازال يعيش في زمن ما قبل الثورة.
وأكد أن تمويل الأعتصام ذاتي من أبناء النوبة العاملين بالخارج ورجال الأعمال النوبيين بمصر. وقال إن كان لدي المحافظ دليل علي وجود تمويل خارجي فعليه أن يسارع بتقديمه للنائب العام لاننا سنتقدم ببلاغ لمقاضاة المحافظ. وعما قاله المحافظ من سعي النوبيين للانفصال بدولة نوبية جنوب مصر قال د.هشام ان هذه فزاعة كان يرددها النظام السابق لأن أبناء النوبة هم أصل مصر والتاريخ يشهد علي ذلك كما أن التاريخ لم يسجل أن هناك خائنا أو جاسوسا نوبيا وعن رفض المحافظ لحق العودة أكد د.هشام علي أن ذلك حق تكفله جميع القوانين والمواثيق الدولية التي وقعتها مصر وتهجير النوبيين كان لاجل مشروع السد العالي وبحيرة ناصر وبعد الانتهاء من المشروع واستقراره كان يجب أن نعود.