العودة للنوبة حلم أم وهم؟

مضى على تلك الهجرة المرة اكثر من 50عاما ورغم ماتم من استقرار خلف السد العالي من حيث منسوب البحيرة لانزال نحلم بيوم العودة إلى قرانا كما حدث مع المهجرين ابناء مدن القناة عقب انتصارات حرب اكتوبر المجيدة إذ عاد كل ابناء السويس والإسماعيلية وبورسعيد لمسقط رأسهم بعدما تركوها عند الحرب .. وهنا لم نجد الدولة تقف ضدهم بالمرصاد كما تفعل هي معنا الآن .
المهم بعد نصف قرن بالتمام والكمال تحركت الدولة بتوجيه من الرئيس مبارك في عام 2006 لتكون الأولوية في منطقتنا لنا كنوبيين ومع القرار الرئاسي تخبطت الحكومة في تنفيذ القرار بدء من محافظ اسوان الراحل سمير يوسف مرور بالمحافظ الحالي وانتهى الأمر بإنشاء عدة قرى باسماء لم نسمع بها من قبل كركر و البشاير و خلافه . وهنا لي ان أتساءل ما الجرم الذي سوف ترتكبه الدولة لو أعادت لقرانا مسمياتها القديمة حتى يشعر الفرد منا بالولاء لنجعه وقريته هل هذا بكثير على أناس ضحوا بالغالي والنفيس من اجل مصر أم ان هناك دوافع امنية تجاه عودة هذه الأسماء من جديد ؟ أم ماذا بالضبط ؟
المهم المشكلة الكبيرة التى ألاحظها في تعمير منطقة النوبة أن لها بعدين البعد الأول من قبل الدولة والبعد الآخر يتعلق بالنوبيين انفسهم بخصوص المشكلة الأولى التي تخص الدولة .. نعرف جيدا ان الدولة ممثلة في محافظ اسوان أخذ يتلاعب بمصير النوبيين ممن يستحقون بيوتا واراضي لم يتحصلوا عليها كتعويض طيلة هذا الزمان وبدأ يغازلنا سيادة المحافظ بتعويض هزيل جدا يقدر بـ75ألف جنيه عن الأرض والبيت ودعنى استحلف سيادته لو استطاع ان يحصل بهذا التعويص الهزيل جدا على غرفة واحدة مع عفشة مياة في السيل او في الشيخ هارون
اما البعد الآخر سؤال اوجهه للنوبيين هل نحن بالفعل نحلم بجد ان نعود لقرانا أم شعار كنا نرفعه ومازلنا نردده بغوغائية في حال ما إذا كنا نحلم بالعودة بجد إذن لماذا نتقاعس في طرح قضيتنا على ساحة القضاء من خلال جمعية المحامين النوبيين دون ان نمنح لها توكيلات رسمية .. الشئ المؤسف الذي أحاول أن أنساه ماسمعته من بعض الإخوة النوبيين سواء كانوا مقيمين في قرى التهجير أو من المقيمين في القاهرة حينما توجهت لإجراء تحقيق صحفي للجمهورية قلت ماذا انتم فاعلين بخصوص قرار الرئيس مبارك باعطاء حق العودة لنا في نوبتنا رد بعض القاهريين ياعم صلى على النبي قلت عليه افضل الصلاة والسلام عايزنا نروح النوبة بالبدلة والكرافتة بينما رد البعض من المقيمين بالتهجير " هو أحنا مش هنخلص من الموضوع ده " وبعد ما استقرينا في البلاد دى بحلوها ومرها عايزنا نسيب حالنا ونهاجر تانى .. هنا لم اجد كلمة ارد بها على هؤلاء إلا أن دمعة حارة ذرفت من عينى وترحمت على امى ورفاتها المغمورة تحت مياه البحيرة