النوبة خارج نطاق الفتنة .. هذا هو الدليل !!

أعزاء الإخوة والأخوات هذا نص المقال الذي أرسلته اليوم إلى الأستاذ والكاتب الصحفي محمد على إبراهيم رئيس تحر ير الجمهور ية ردا على مقاله الإفتتاحي المنشور اليوم الخميس 11فبراير على صدر الصفحة الأولى
بدوسيناء والنوبة.... ومسمار الفتنة ! كما جاء في هذا
الرابط
http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...e/detail00.asp

[size=24]

النوبة خارج نطاق الفتنة .. هذا هو الدليل !!

توقفت كثيرا أمام مقال الأستاذ والكاتب الصحفي الكبير محمد على إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية في افتتاحية العدد الأسبوعي الخميس 11فبراير تحت عنوان " بدو سيناء والنوبة ..مسمار الفتنة " وانا كواحد من أبناء دار الجمهورية للصحافة وفي نفس الوقت أعتز بمصريتي كواحد من أبناء النوبة أؤكد انه لا أحد يزايد على أن أهالي النوبة إنتماؤهم الشديد لمصرنا الحبيبة ومن أجلها قمنا بالتضحية في كثير من المواقف والأزمات الطاحنة التي واجهتنا من قبل كمصريين سواء عند بناء خزان أسوان أوبتعلياته التالية أو عند بناء السد العالي ومن اجل مصريتنا الخالصة وإيماننا الكامل بأننا من نسيج هذا الشعب لم يتردد آباؤنا وأجدادنا عن ترك أراضيهم وممتلكاتهم من أراض زراعية وبيوت وثروات حيوانية ونخيل ناهيك عن تاريخنا وحضارتنا والتي هي جزء أصيل من حضارة وتاريخ مصر الممتد لأكثر من 7آلاف سنة بل عندما تم طرح مشروع القرن ألا وهو بناء السد العالي كانوا أول من رحبوا بالمشروع عن ظهر قلب وتغنينا ورددنا أغنياتنا النوبية والعربية للسد العالي وللزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر على اعتبار أن المشروع هو بمثابة حياة لكل أفراد هذا الشعب المصري بكل طوائفه وشرائحه وكان المهم عندنا هو إنقاذ مصرنا من الجفاف والعمل على إحداث ثورة صناعية وزراعية كبرى من خلال الاستفادة من المخزون المائي خلف السد العالي والذي وصل إلى 70مليار متر مكعب على حد كلام المختصين بدلا من الكميات التي كانت تهدر في فرعي دمياط ورشيد ثم فرحتنا الكبيرة كمصريين كانت مع انطلاق القلاع الصناعية في عدد من محافظات مصر كل هذا شئ جميل ويؤمن به أهالي النوبة ونفتخر بها كوننا مصريين من أعلى رؤوسنا إلى أخمص أقدامنا وبالتالي لم نبالي على مدى أكثر من 47عاما للأثار السلبية التى تضررنا فيها من عملية التهجير الكلى من أراضينا القديمة تاركين ما أنعم الله بها علينا بل سعينا لترك كل شئ حبا وتقديرا واعتزازا لمصريتنا واسمحوا لي في عجالة لأوضح للجميع من أين جاء اللغط التي أستند عليها الأصوات القليلة جدا والتى لم ولن تتجاوز عن أصابع اليدين وتنادى في الخارج عبر المناشط الأجنبية المختلفة بأوضاع غير حقيقية بالمرة ورأي الشخصي في هؤلاء أنهم يتاجرون بقضية النوبة من أجل الحصول على دولارات وعملات أجنبية أخرى لتنتفخ بها جيوبهم وحساباتهم في البنوك
لكن صدقونى الغالبية العظمى من النوبيين وقفوا لمثل هؤلاء بالمرصاد بل استنكروا جميعا على أن ما قام به البعض يعد عمل شخصي وفردي بحت فهم غير ممثلين عن أهالي النوبة وهؤلاء في الأصل ربما لايعرفون شيئا عن النوبة لا لغة ولا ثقافة ولاحتى على المستوى الجغرافي أين موقع قريته سواء في المنطقة الحالية أو في منطقتنا القديمة هل كانت في غرب ام شرق البحيرة .. المهم ياسادة نعود لمسألة من أين جاء اللغط حول قضية أهالي النوبة التي تصاعدت في الأونه الأخيرة والتي تناقلتها الصحف المصرية المستقلة والحزبية مع عدد من الفضائيات التي تبحث عن جمهور عريض وقراء لما يكتبونه ويبثونه على الملأ لو عدنا كما قلت في عجالة أقول إن عملية التهجير كانت من أكبر العمليات التي تمت في تاريخ البشرية حتى الآن و هذا للآسف مالا يعلمه الكثيرون من ابناءنا خاصة من جيلى الوسط والشباب لأن المؤرخين عندما كتبوا التاريخ المصري الحديث أغفلوا عن قصد أومن دون قصد تلك التضحيات التي قدمها المصريون من أهالي النوبة في حين ان عملية التهجير لم تغفلها وسائل الإعلام المصرية والعالمية آنذاك بل تمت تغطتيها محليا ودوليا وكان من الأجدر على المؤرخين ان يدونوا في سجلات التاريخ ماقام به هذا الجزء الأصيل من النسيج المصري من واجب قومى تجاه بلدهم إعترافا منهم بمصريتهم فعلى الأقل كان من الواجب على هؤلاء المؤرخين عند كتابة التاريخ الحديث إبراز هذا الدورولوفي عدة سطور
ماعلينا المهم أنه في عام 1902 عند التفكير في بناء خزان أسوان في عهد الملكية والاحتلال لمصر رأوا أن يتم تسكين أهالي النوبة في نفس مناطقهم عند آخر منسوب تصل إليه مياه البحيرة بعد بناء الخزان وكان المسئولون في تلك الفترة يدركون جيدا أن حياة أهالي النوبة في تواجدهم قرب مياه البحيرة التي كانت تطلق آنذاك ببحيرة النوبة لأن طبيعة عمل الغالبية من النوبيين آنذاك كانت تنحصر في الزراعة والصيد وكانوا أيضا يعملون بالمراكب الشراعية والسفن وعند التعلية الأولى لخزان أسوان في عام 1922تم تسكينهم في مكان أعلى بنفس المنطقة ونفس الوضع كان أيضا في التعلية الثانية عام 1933وطيلةالـ 21عاما من الانتقالات الثلاث لم نبرح مناطقنا القريبة من البحيرة أما في عام 1960 ما حدث كان عكس ذلك حيث كان تفكير القيادة السياسية عند بناء مشروع السد العالي أن يتم تهجير أهالي النوبة من مناطقهم هذه و بشكل نهائي إلى منطقتهم الحالية في مركزنصر النوبة والتي تعد من المناطق الصحراوية القاحلة لازرع فيها ولاماء، تخيلوا طبيعة بشر كانوا يعيشون على ضفاف النيل الخالد عبر آلاف السنين ويتم نقلهم إلى طبيعة مختلفة كليا عما إعتادوا عليها المهم عشنا فيها ومازلنا نعيش فيها من 4عقود دون صخب أوحتى ضجيج اللهم إلا من بعض النداءات التي توجهنا بها عبر ممثلينا البرلمانيين في المجالس التشريعية أمة.. شعب.. شورى وحاولنا كثيرا ان نشكو من أحوالنا المعيشية بسبب إفتقار منطقتنا الحالية في وادى كوم مبو و التي من المفترض ان تستوعب أكثر من 44قرية نوبية هذه المساحات تقلصت بسبب تفتت الحيازات الزراعية من جانب والزيادة السكانية التي تخللت خلال هذه الفترة الزمنية فرب الأسرة الذي تم تهجيره في عام 1963 وحصل على بيت لأسرته الصغيرة أصبح لديه على الاقل 3أجيال جديدة أبناء وأحفاد وأولاد أحفاد فكيف يتطلب توفير مسكن وارض زراعية وخلافه مع افتقارنا الشديد للأراضي التي يتم البناء عليها أو استصلاحها وزراعتها نهم هذه معاناتنا والشكوى المريرة التي نعبر عنها عبر قنواتنا الشرعية وخلال الفترات السابقة وتحديد خلال العشرين عماما الماضية جاءتنا وفود برلمانية عديدة لبحث مشاكل النوبيين المقيمين حاليا بخلاف مشاكل النوبيين المغتربين وهذه الفئة الأخيرة تم حصرها قبل عملية التهجير بنحو15ألف مغترب بذويهم وكانوا ساعة التهجير يقيمون في القاهرة والاسكندرية وبقية محافظات الجمهورية نظرا لطبيعة عملهم حيث اتفقت القيادة السياسية آنذاك مع قيادات نوبية طبيعية وشرعية على إرجاء بناء مساكنهم و جزء من أراضيهم الزراعية فيما بعد للإسراع في عملية بناء السد مع سرعة تنفيذ المساكن للمحصورين من أهالي النوبة من المقيمين بالمنطقة والملاحظ للجميع ان ما تبقى من حجم البيوت التي لم يتم بناءها حتى يومنا هذا لهؤلاء المغتربين في حدود 6آلاف مسكن ومشكلتهم لها وجهان لا ثالث لها اولا عدم وجود أراضى فضاء تستوعب هذه الأبنية ثم وان وجدت ،عدم وجود السيولة التي يتم بناءها نتيجة الإرتفاع الباهظ للتكلفة والميزانية المقررة لها
من هنا كان الإجماع من جانب النوبيين و بعد ظهور مشروع توشكى العملاق أن تنظرالحكومة لأوضاعهم من جديد واعطائهم الأولوية في تعمير منطقتهم وقد كان بالفعل حيث أعلن الرئيس مبارك عام 2006 بإصدار قرار جمهوري بهذا الشأن وبالفعل تم تخصيص 6مناطق لبناء مايزيد عن 5آلاف وحدة سكنية لفئات معينة من بينهم هؤلاء المغتربين وتسليمهم حوالى 10آلاف فدان كمرحلة أولى ولاشك ان اهالي النوبة يكنون للرئيس مبارك كل الحب والإعتزاز وبالقرار الذي أثلج صدورهم وهم يؤكدون لسيادته ومن قلوبهم البيضاء على قراره الحكيم بإعادة الحق ليعيشوا بهذه المنطقة مع كافة إخوتهم من كل أرجاء مصرنا الحبيبة كنسيج واحد لافرق بين من هو نوبي أو صعيدي أو بحراوى هذه هي المشكلة ياسادة في مجملها من الألف للياء
صلاح فضل مساعد مدير تحرير الجمهورية

[/size]