أختـــــــــــان في عصــــــــــمتـــــــه

القصة التي اسردها عليكم ليست من نسج خيالي بل هي قصة واقعية ولاتظنوا ان في احداثها جرما او كبيرة من الكبائر والعياذبالله بل وددت ان اضع عنوانا مثيرا حتى لكي اجذب انتباه كل الأعضاء والعضوات بهدف اضافة بعض التوابل على احداث هذه الحكاية التي وقعت في الزمن الجميل في النوبة القديمة نعم احداثها وقعت في قرية أرمنا وكل تفاصيل القصة حدثت بالفعل
كان الزوج رجلا متواضعا كسائر رجالات النوبةومثل البعض الآخرمعروف عنه بانه مزواج من الدرجة الأولى تزوج اكثر من إمرأة ولصعوبة ان نتزوج نحن معشر الرجال في زمانا هذااكثر من واحدة نظرا للظروف الإقتصادية الطاحنة رغم ان ظروف الأمس كانت اسوأ لكنها تختلف كليا عن ظروفنا اليوم لكن في الزمن الماضي كانت الحياة بسيطة جدا ولم يكن صعبا ان يكون في عصمة الرجل بالأمس اكثر من زوجة عم عبده كان واحدا من هؤلاء فرغم بساطته ورزقه المحدود كان شغوفا بالزواج من اكثر من امرأة رزق بأبنائه الثلاث من زوجته الأولى وفي المرة الثانية تزوج من ابنة عمه ولكن لم تدم العشرة بينهما سوى شهرا واحدا فانفصلا وفي الحالتين زوجته الأولى صامته لم تنطق بحرف سواء في زواجه أوطلاقه من ابنة عمه إلا ان عم عبده قرر للمرة الثالثة بأن يأتي لزوجته الأولى بضرة جديدة وانتم تدرون ماتعنى كلمة ضرة اي مشاحنات وخلافات زوجية لاتنقطع خاصة ما إذا سكنت الزوجتين مع بعضهن تحت سقف واحد ولعل السينما المصرية خير دليل حينما سجلت اشهر ضرتين في فيلم الزوجة الثانية بين سعاد حسنى وسناء جميل إلا ان زوجتى عم عبده كانا من نوع مختلف فالأولى الست حفيظة كعادتها لم تنطق ولم تعترض عمايفعله سي عبده بتكرار زواجه من جديد كما ان ضرتها الجديدة الست نفيسةرغم امكانياتها المادية التي تفوق امكانيات زوجها لكنها كانت تتسم مثل ضرتها بالحكمة والتروى إتفقت كلتاهن على ان يعيشا تحت سِقف واحد وتحافظان عليه وترفانه بالسعادة والهناء وبرعاية ابناءهن خاصة والزوجة الثانية الست نفيسة هى الأخرى انجبت للعم عبده 3ذكور وبنت واحدة كما ان فرق الأعمار بين ابناء الزوجتين كان كبيرا للغاية ومع ذلك عاشت حفيظة مع نفيسة ليس على اساس انهن ضرتين بل على اساس انهن إختين في عصمة رجل في آن واحد إلا ان القدر لم يمهل الزوجة الثانية عمرا اطول لتقوم برسالتها نحو صغارها حيث كان اكبر ابناءها لم يصل بعد سن 6سنوات والأغرب ان الست حفيظة بكت عليها بحرقة شديدة وامام حبها الشديد لها تكفلت على تربية ابناءها الصغار حتى وصلا الى مرحلة الصبا وبعد وفاة عم عبدة كانت هي الأخرى على فراش الموت اوصت ابنها الكبير ليتولى رعاية اشقاءه واخوته من زوجة ابيه اخذ الإبن مبارك وصية امه وبعد وفاتها واصل هو في رعاية اخوته من ابيه حتى شق كل منهم حال سبيله منهم من توفي ومنهم من هو على قيد الحياة كاتب هذه القصة واحد من ابناء الزوجة الثانية ولايسعنى سوى ان اترحم على هذا الوفاء والحب الذي جمع كل من والدتى الست نفيسة وزوجة ابي اللتان عاشا تحت سقف واحد كأختين في عصمة والدي يرحمهم الله جميعا برحمتة الواسعة واسكنهم فسيح جناته مع اموات المسلمين اللهم آمين